**تقرير حول السيياحة في حلب السورية الرائعة**

تعتبر محافظة حلب من أهم المراكز السياحية في سورية وللتعرف على حضارتها العريقة قمنا بمشروع اكتشافها. زرنا فيه بعض الأماكن التاريخية الهامة، ومن هذه المناطق التي قمنا بزيارتها والتي أردنا أن نلفت انتباهكم إليها : الحمامات (يلبغا الناصري)، الأسواق القديمة (سوق المدينة)، الخانات، وأخيراً قلعة حلب ...
1- الحمامات :
من أهم حمامات حلب حمام يلبغا الناصري الذي تهدم أثناء غزو التتار، وقد جدد بناءه الأمير سيف الدين يلبغا الناصري الذي تولى نيابة حلب سنة 783 هـ في عهد السلطان برقوق المملوكي .
عرفت باللبابيدية مؤخراً لدلك اللبابيد فيها .
يقع حمام يلبغا الناصري أمام قلعة حلب بالقرب من قصر العدل (السرايا)، وقد رمم من قبل مديرية الآثار عام 1960 م، وأعيد ترميمه وتوظيفه للاستثمار السياحي من قبل وزارة السياحة عام 1985 م، وتم تكليف الشركة العربية السورية للمنشآت السياحية "فنادق الشام" بإدارة واستثمار هذا الحمام ...
يقع الحمام أمام قلعة حلب، كما ذكرنا سابقاً، وهو ذات مدخل واسع ..
يتألف الحمام من أربع غرف، كل منها مزود بجرن من الماء، وهناك غرفة أخرى تدعى غرفة البخار والحرارة (ساونا) حيث يعرق الشخص الداخل إليها فتنفتح مساماته ويتنقى جسمه، بالإضافة إلى ذلك يحتوي الحمام على مقهى، وصالة شرقية للأفراح والولائم ..
2- الأسواق القديمة :

تتوضع الأسواق القديمة في حلب في منطقة تدعى بـ " المدينة " ومن أشهر هذه الأسواق :

أ- سوق العطارين :
وفيه يجتمع عدد كبير من محلات العطارة وتتوفر فيها جميع أنواع الأعشاب منها ما يستخدم لتنكيه المأكولات والطعام وقسم آخر منها يستخدم لصناعة بعض الأدوية والعقاقير كالعقاقير المهدئة للسعال وعقاقير معالجة أمراض المعدة، والبعض منها يستخدم لتنحيف الوزن دون الإضرار بالمعدة، وفيه يباع أيضاً البزورات، والبهارات كالكزبرة والقرفة، وأيضاً يوجد خلطات للشعر والبشرة منها بيلون بورد، وهناك مادة تدعى النيلة وتستخدم في الغسيل، وأخيراً هناك أنواع ممتازة من العسل الطبيعي ..
ب- سوق الحبال :
سمي بهذا الاسم لأنه يضم جميع أنواع الحبال وألوانها، ومن أنواع الحبال يوجد الحبال الصوفية، والحبال المصنوعة من الخيش، وهناك الحبال العادية ..

جـ- السويقة :
يقع سوق السويقة بالقرب من خان الوزير، ويحتوي على العديد من المحلات المختصة ببيع كل من الموزاييك ( أخشاب مرصعة بالصدف والأحجار بأشكال مختلفة )، والألعاب، ومحلات بيع الفوانيس واللوكسات والبابورات ومستلزماتها والعديد من الأغراض الكشفية من بوصلة و....
3- الخانات :
أ- خان الوزير :
وهو سوق قديم أيضاً، بني عام 1093 هـ، يتألف الخان من بابين حديديين وساحة يحيط بأطرافها محلات وغرف من طابقين كان يتجمع فيها التجار والصناع الذين يتعاملون مع مختلف البلدان .
أيضاً يحتوي الخان على مسجد وكنيسة للصلاة، يبلغ عدد المحلات تقريباً الـ ( 52 ) محل، منها ما يحتوي على آلات لصناعة الملابس الداخلية القطنية ويبلغ عمر الآلات أكثر من 50 عاماً، سابقاً كان الخان يحتوي أيضاً على نبع يشرب منه الجمال التي كان يأتي بها التجار قديماً .

ب- خان الشونة :
وهو سوق قديم يحتوي على 36 محل، وفي خان الشونة ثلاثة أبواب لدخول العامة، كما أن جميع أبواب المحلات من الخشب المزخرف والأراضي محجرة قديمة ...وهو مسقوف ويحتوي على قناديل معلقة مضاءة، كما يحتوي السقف على فتحات للتهوية، وخان الشونة مليء بالصناعات المختلفة كطباعة الحريروصناعة البسط والسجاد والفنون كالفنون الزخرفية ونسخ الخط العربي ولوحات متنوعة .. توجد أيضاً صناعة الهباري ( شال ) التي يلبسها النساء البدويات في سورية والعراق وجنوب تركيا وتحتوي هذه الهباري على صور نباتية متعددة منها : عرق الفستق، ورق العنب، الفلكة، وهو يصنع على النول اليدوي الذي يستعمل فيه الحرير الطبيعي المستخرج من دودة القز ...
يتميز الخان بأنه سوق سياحي شهير، يأتيه السياح من كافة أنحاء العالم لرؤيته، فهو من أهم خانات حلب وأجملها ....
قلعة حلب :
تقع قلعة حلب على هضبة في وسط مدينة حلب، وهذه الهضبة نصفها طبيعي ونصفها الآخر من صنع الإنسان، وترتفع القلعة 68 م عن سطح البحر .
بنيت قلعة حلب عام 1800 قبل الميلاد ( أي من حوالي 4000 سنة )، حيث كانت معبداً ثم حولها الرومان سنة 64 قبل الميلاد إلى قلعة، ودخلها العرب سنة 636 م .
فقد حكمها الرومان 700 عام، والعرب 500 عام، والعثمانيون 400 عام .
أغلب البناء الباقي فيها الآن هو من عام 12-16 م .
تقسم القلعة إلى قسمين دفاعي ومدني وفيها ثلاثة أبراج دفاعية، وخمس بوابات وجسر خشبي متحرك، ويقع الباب الرئيسي للقلعة على يمين الجسر كي لا يتمكن العدو من غزوها .
بعدها نجد الباب الأول الذي يدعى باب الحيات لأنهم كانوا يلقون منه الأفاعي، وبعد باب الحيات نجد باب آخر يدعى باب الأسدين حيث رسم في أعلاه أسدين بينهما شعار الدولة الأيوبية، وهي زنبقة ترمز إلى السلام، أما الباب الأخير وهو الباب الخامس واسمه باب الأسدين الباكي والضاحك، ويوجد أيضاً مقام مارجرجس ( لأنه أقام فيه الصلاة )، ويزن كل باب من الأبواب السابقة حوالي 900 كغ ...
وكان يسكن في القلعة كل من الملك وعائلته وحاشيته، وحول القلعة يوجد 360 بيت وجامعين وحمامين، كما أنه هناك سوق خاص للقلعة، كان يعيش في القلعة أيام السلم حوالي 3000 شخص أما أيام الحرب فكانت تحوي حوالي 15000 شخص، دمر زلزال 1822 القلعة وحلب بشكل كبير .
أحد الجامعين السابقين يدعى بالجامع الصغير الذي بني منذ القرن 12 م وبجانبه بئر ماء من أجل الصلاة، أما الجامع الآخر فهو الجامع الكبير وبني منذ القرن 13 م، أمر ببنائه غازي ابن صلاح الدين الأيوبي، وفيه محراب ومدرسة وبيوت لينام فيها الطلاب .
أما أهم الحمامات فهو حمام الملك، ويتألف من ثلاثة أقسام : داخلي ( فيه بيت النار )، متوسط، خارجي ( لتغيير الثياب )، وأبواب الحمام منخفضة للحفاظ على دفء الحمام والبخار، على السقف يوجد النجمة الأيوبية المتألفة من 8 أشعة .
قاعة العرش : وهي مقر اجتماعات الملك، وتتألف من تسع قبب وهي مبنية على الطراز العربي القديم، ويوجد نافذة في الوسط مكان جلوس الملك يأتي منها النور فتعطي الملك الهيبة والوقار، وهناك باب سري من قاعة العرش يؤدي إلى باب القلعة ...كما أنه هناك العديد من البيوت القديمة بالقرب من القلعة التي تحتوي على سراديب تحت الأرض تصلها بالقلعة من أجل الاحتماء داخل القلعة في فترات الحرب والحصار ...
وفي حلب يوجد أكثر من 600 جامع و43 كنيسة وحوالي 150 حمام أثري، ويبلغ عدد السكان حوالي 3200000 نسمة .
كل ما سبق هو جزء بسيط من حلب ومن معالمها الأثرية الخلابة .
وهكذا انتهت جولتنا في المدينة القديمة وأسواقها محاولين أن نكتشف جمال وروعة مدينتنا مدينة حلب العريقة ونتمنى أن نكون قد وفقنا في عرض هذه المعلومات التي جمعناها من هنا وهناك والتي أرفقناها ببعض الصور التي قمنا بالتقاطها في أثناء تجوالنا .
الان اترككم مع الصور

نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة





ارجو ان يعجبكم الموضوع