•·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********حيــــاكم الله**********
*************في************
•·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
نرجوا لو كنت عضو مشارك معنا أن تعرف بنفسك
ولو كنت زائر جديد فهلا فيكم ونرجو التسجيل للمشاركة
مع •·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
•·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********حيــــاكم الله**********
*************في************
•·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
نرجوا لو كنت عضو مشارك معنا أن تعرف بنفسك
ولو كنت زائر جديد فهلا فيكم ونرجو التسجيل للمشاركة
مع •·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
•·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


•·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·•
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول
ترحب •·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·• بحضراتكم ونسعد بتلقى اتصالاتكم على هاتف رقم 002 0108257817 ولمراسلة الإدارة يمكنكم المراسلة من هنا ar.bg@hotmail.com ***** *****دائماً نسعد برؤيتكم ****** دمتم سالمين*****

 

 تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
موسى بن عقبة
مدير الموقع
مدير الموقع
موسى بن عقبة


عدد المساهمات : 635
تاريخ التسجيل : 31/12/2009
العمر : 29
الموقع : موسى بن عقبة

تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7) Empty
مُساهمةموضوع: تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7)   تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7) Icon_minitimeالجمعة 01 يناير 2010, 7:15 pm





فصـل
من صفات الله - تعالى - الكلام


21- قال المصنِّف - رحمه الله -:
"ومِنْ صِفات الله - تعالى - أنَّه
مُتَكَلِّمٌ بكلامٍ قَديمٍ، يُسْمِعُه مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِه، سَمِعَهُ
مُوسى - عليْه السلامُ - مِنْهُ، مِنْ غير وَاسِطَة، وسَمِعَه جِبْريلُ -
عليْه السلامُ - وَمَنْ أَذِنَ لَهُ مِنْ ملائكتِهِ، وَرُسُلِه.

22- وأنَّه - سُبْحَانَه - يُكَلِّمُ المؤمنين في الآخِرَة، ويُكلِّمُونَهُ، ويَأْذَن لهم فَيَزُورُونَه؛ قال الله - تعالى -: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}
[1]، وقال - سبْحانه -: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلَامِي}[2]، وقال - سبحانه -: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}[3]، وقال - سبحانه -: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}[4]، وقال - سبحانه -: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ}[5]، وقال سبحانه: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي}[6]، وغيْرُ جائِز أنْ يقول هذا أَحَدٌ غيْر الله.

23- وقالَ عبدالله بن مسعود
- رضي الله عنه -: إذَا تَكَلَّمَ اللهُ بالوَحْيِ سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ
السَّماءِ؛ رُوي ذلك عَنِ النبي- صلى الله عليه وسلم.

24- وَرَوى عبدالله بن
أُنَيْسٍ عَنِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قالَ: ((يَحْشُرُ
الله الخلائِقَ يوْمَ القيامَةِ عُرَاةً حُفاةً غُرْلاً بُهْمًا،
فَيُنَادِيهم بصوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ، كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ
قَرُبَ: أَنَا الملِكُ، أنَا الدَّيَّان))؛ رواهُ الأئمةُ، واسْتَشْهَدَ
به البخاريُّ".











[b]الشـرح



الصفة السادسة عشرة: صفة الكلام:
وهي منَ الصِّفات التي أطال المصنِّف فيها، وتحت هذه الصفة عدة مباحث:
المبحث الأول: معتقد أهل السنة والجماعة في صفة الكلام:
أهل السنة والجماعة يثبتون صفة الكلام لله - تعالى - كما يليق بجلاله، من
غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فيعتقد أهل السنة والجماعة
أن الله - عز وجل - يتكلم، ويقول، وينادي، وأن كلامه بصوت وحرف، وأن
القرآن كلامه، منزل غير مخلوق، وصفة الكلام لله - تعالى - صفة ذاتية فعلية
- كما سيأتي بيانُه.

المبحث الثاني: صفة الكلام دلَّ عليها الكتاب والسنة والإجماع:
- فمن الكتاب: على الكلام قوله - تعالى -: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[7]، وعلى القَوْل قوله - تعالى -: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي}[8]، وعلى النداء قوله - تعالى -: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى}[9]، وهناك أدلَّة أخرى وما سبق مما استدل به المصنف - رحمه الله.

- ومن السنة: على الكلام،
قصة الإفك وقول عائشة - رضي الله عنها -: "...ولشأني في نفسي أحقر من أن
يَتَكَلَّم الله فيَّ بأمرٍ يُتْلَى"؛ رواه البخاري، ومسلم.

وعلى القول والنداء حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا:
((يقول الله: يا آدم، فيقول: لبَّيك وسعديك، فيُنَادي بصوت: إنَّ الله
يأمرك أن تخرجَ من ذريتك بعثًا إلى النار))؛ رواه البخاري.

وأيضًا ما استدل به المصنِّف، من حديث عبدالله بن أُنَيْس، عن النبي - صلى
الله عليه وسلم -: أنه قال: ((يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراةً حفاةً
غُرْلاً بُهمًا، فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُد كما يسمعه مَنْ قَرُب: أنا
الملِك، أنا الديَّان))[10].

قال الإمام البخاري في "خلْق أفعال العباد" عن هذا الحديث: "وإن الله - عز
وجل - ينادي بصوت يسمعه مَن بَعُد كما يسمعه من قَرُب، فليس هذا لغَيْر
الله - جلَّ ذِكْره - وفي هذا دليلٌ على أنَّ صوت الله لا يُشبه أصوات
الخلق؛ لأنَّ صوت الله - جلَّ ذكرُه - يُسمع من بُعْدْ، كما يُسمَع مِن
قُرْب، وأنَّ الملائكة يُصعقون مِن صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا".

- وأجمع السلَف على إثبات صفة الكلام لله - تعالى - وأن كلامه بصوت وحرف:
قال الأصبهاني في "الحجة": "وخَاطَر أبو بكر - رضي الله عنه - أي: راهن
قومًا - من أهل مكة فقرأ عليهم القرآن، فقالوا: هذا من كلام صاحبك، فقال:
"ليس بكلامي، ولا كلام صاحبي، ولكنه كلام الله - تعالى"، ولم ينكر عليه
أحد من الصحابة، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر: "إن هذا
القرآن كلام الله"، فهو إجماع الصحابة، وإجماع التابعين بعدهم، وفي قول
أبي بكر - رضي الله عنه -: "ليس بكلامي، ولا كلام صاحبي، إنما هو كلام
الله - تعالى"، إثبات الحرف والصوت؛ لأنه إنما تلا عليهم القرآن بالحرف
والصوت".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"[11]: "واستفاضت الآثار عنِ
النبي - صلَّى الله عليه وسلم - والصَّحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة
السنة: أنه - سبحانه - ينادي بصوت، ولم ينقل عن أحدٍ من السَّلَف أنه قال:
إن الله يتكلَّم بلا صوت أو بلا حرف، ولا أنه أنكر أن يتكلم الله بصوت أو
بحرف".

- وأيضًا دلَّ العقل على إثبات صفة الكلام: ووجه ذلك أن عدم الكلام صفةُ
نقْص في مقاييس البشَر، فكيف بربِّ البشَر؟! فعند البشَر الأخرس الذي لا
يتكلَّم فيه علَّة ونقص، والله - عز وجل - جعل عَجْزَ الآلهة عن الكلام
دليلاً على أنها لا تصلح آلهة؛ فقال عن عجل بني إسرائيل: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ}[12]، وقال عن الأصنام: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ}[13].

المبحث الثالث: المخالفون لأهل السنة:
أشهر مَن خالف السنة في صفة الكلام من المبتدعة طائفتان:
الأولى: المعتزلة
والجهميَّة، وهؤلاء ينكرون صفة الكلام، ويقولون: إنه ليس من صفات الله -
تعالى - وإنما هو خلقٌ من خلقِ الله كسائر المخلوقات؛ كالسموات والجبال
وغيرها، مخلوقاتٌ منفصلةٌٌ، فكذلك الكلام هو من خلْق الله، خلقه في
الهواء، أو في المكان الذي يُسمع منه، وأما إضافته لله - تعالى - فهي
إضافةُ تشريفٍ، فكما تقول: ناقة الله، وبيت الله، أيضًا نقول: كلام الله
من باب إضافة التشريف، ومن هنا جاءت مقالتهم الضالة المشهورة بخلق القرآن،
وقصتهم مع الإمام أحمد مشهورة.

والرد عليهم:
1- أن هذا الاعتقاد مخالفٌ لطريقة السلَف وإجماعهم الذي تَقَدَّمَ بيانُه.

2- أن هذا مخالف لظاهر النصوص الدالة على إثبات صفة الكلام لله - تعالى -
ومنها: أنَّ موسى - عليه السلام - سمع الله - جل وعلا - يقول: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي}[14]، ولا يُمكن ولا يجوز أن يقول ذلك أحدٌ إلا الله، كما ذكر المصنِّف.

3- أن قولكم هذا يَرُدُّه العقل، فلا يمكن أن يكون الكلام وصفًا قائمًا
بنفسه، بل الكلام دليل على المتكلِّم، فهو صفة للمتكلم لا تنْفَصِل عنه.

4- أن نفْيَ صفة الكلام عن الله - تعالى - نفي لصفة كمال، فالقولُ بنفي
صفة الكلام وصف ناقص، فإذا كان المخلوق الذي لا يتكلم كأن يكون أخرسَ،
تعتبر في حقِّه صفة نقص، فكيف بالخالق؟! ولله المثَل الأعلى، وتعالى الله
عما تقولُه المبتدِعة، والله - عزَّ وجلَّ - عاب عجل بني إسرائيل بقوله: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً}[15]، وقد استفاضَت الأدلة على إثبات هذه الصفة.

5- نقول مما يدل على أن كلام الله غير مخلوق: إنه ثبَت في "الصحيح"، من
حديث خولة بنت حكيم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ نَزَل
منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلَق، لَم يَضُرُّه
شيءٌ حتى يرحل من منزله ذلك))، ولو كانتْ كلماتُ الله مخلوقة لما جازت
الاستعاذة بها؛ لأنَّ الاستعاذة بالمخلُوق شركٌ.










فائدة:



تقدَّم أنَّ أول مَن أنكر التكليم، وابتدع هذا الاعتقاد الضالَّ - هو
الجعْدُ بنُ درهم، وذلك في أوائل المائة الثانية، فضَحَّى به أميرُ العراق
والمشرق خالد بن عبدالله القسري يوم الأضحى، بعد أَمْرِ العلماء في ذلك
الوقت كالحسن البصري وغيره بقتْله، فخرج القسري يوم الأضحى وقال: "أيها
الناس ضَحُّوا - تقبَّل الله ضحاياكم - فإنِّي مُضَحٍّ بالجَعْد بن درهم؛
فإنه زعم أنَّ الله لَم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يُكَلِّم موسى تكليمًا"،
فقَتَلَهُ؛ لأنه أول مَن أنكر التكليم والمخالَّة، وتقدَّم بيان ذلك تحت
مباحث صفة المحبة.

الطائفة الثانية: الأشاعرة، وهم يثبتون صفة الكلام؛ فهي من الصفات السبع
التي يُثبتونها، لكنهم يقولون: إنَّ الكلام الذي نثبته هو الكلام القائم
بذاته - سبحانه - لا ينفصل عنه، فالكلام عندهم هو المعنى القائم في النفس
فقط، فالله مُتَّصفٌ بالكلام أَزَلاً، ولا يَتَكَلَّم بمشيئته - سبحانه -
ثم إن كلام الله عندهم من غير صوت ولا حرف، وإذا قيل: ماذا تقولون في
القرآن الذي هو كلام الله - تعالى؟ قالوا: هذا ليس هو كلام الله، وإنما هو
عبارةٌ أو حكايةٌ عن كلام الله، عبَّر به جبريلُ أو محمدٌ - صلى الله عليه
وسلم - وليس كلام الله حقيقة، وهذا اعتقادٌ باطلٌ وفاسدٌ يقتضي أن يقولوا:
إنَّ القرآن مخلوق؛ لأنه إذا كان القرآن الذي بين أيدينا هو من كلام محمد
أو جبريل، فهو عندهم مخلوق، فلا فرق بهذا الاعتبار بينهم وبين المعتزلة
والجهمية.

إذًا؛ مُلَخَّصُ معتقدهم في صفة الكلام:
1- أنهم يُثبتون صفة الكلام، ولكن هذا الكلام هو القائم في ذات
الله - سبحانه - لا ينفصل عنه، فهو معنى قائم في النفس من غير صوت ولا
حرف، أشبه بخواطر النفس ونحو ذلك، وما يوجد في القرآن هو حكاية عن كلام
الله لا حقيقته.

2- أنهم يثبتون أنَّ الله تَكَلَّم أزلاً؛ أي: إن نوعه قديم، وإنه لا يتكلَّم بمشيئته وإرادته - سبحانه.

والرد عليهم:
1- أن هذا خلافُ طريقةِ السلف وإجماعهم الذي تقدم بيانه.

2- أن هذا خلاف ظاهر النصوص التي تدل على أنه - سبحانه - يتكلم بصوت وحرف.

3- أن اعتقادكم يخالف الأدلة التي تدل على أنَّ كلام الله يُسْمَع، ولا
يسمع إلا الصوت، فلو كان معنى قائم بالنفس - كما تظنون - لما سُمع،
وتقدَّم حديث عبدالله بن أنيس، وأنَّ الله ينادي الخلائق يوم القيامة بصوت
مسموع.

4- أنَّ المعروف منَ الكلام هو ما ينطق به المتكلم، لا ما يضمره في نفسه.

5- أنَّ بعض العلماء يقول ردًّا على هذا الاعتقاد الباطل: مَن زعم أن كلام
الله هو المعنى النفسي، فقد زعم أن الله لَم يرسل رسولاً، ولم ينزِّل
كتابًا؛ لأنه إذا كان بلا صوت ولا حرف، فكيف يرسل رسولاً أو ينزل كتابًا؟!

6- أنَّ مَن زعم أن كلام الله هو معنى نفسي، فقد زعم أن الله أخرس، وهذه صفة نقص كما تقدم - تعالى الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا.

وقد ردَّ شيخُ الإسلام ابن تيميَّة على مَن زعم أنَّ كلام الله هو المعنى
النفسي، كما تعتقد الأشاعرة من تسعين وجهًا؛ ولذا يقول ابن القيم في
نونيته:

تِسْعُوْنَ وَجْهًا بَيَّنَتْ بُطْلانَـهُ أَعْنِيْ كَلامَ النَّفْسِ ذِي الْبُطْلانِ


وهناك فِرَقٌ وطوائفُ خاضَتْ في صفة الكلام بعقيدة باطلة، فخالَفوا
السلَف؛ منهم: الكُلاَّبيَّة، والاتحاديَّة، وفلاسفة المتأخِّرين، وغيرهم.


تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7) Symp%281%29

- قال المصنِّف - رحمه الله:
ومِنْ صِفات الله - تعالى -: أنَّه مُتَكَلِّمٌ بكلامٍ قَديمٍ.






الشـرح


المبحث الرابع: كلام الله - جل وعلا - قديمُ النوع، حادث الآحاد:
وهذا هو معنى قول المصنف: "ومن صفات الله - تعالى - أنه متكلِّم بكلام
قديم"؛ أي: قديم النوع، حادث الآحاد، وإن كان كلام المصنف يحتمل أنه قديم
النوع والآحاد، وهذا العموم مما انتقد في هذه العقيدة، ولكن لا شك أنه -
رحمه الله - يريد مذهب أهل السنة والجماعة، وأنَّ كلام الله - تعالى -
قديم النوع حادث الآحاد.

- قديم النوع؛ أي: إن جنس الكلام قديم - ليس له بداية - فالله مُتَّصِفٌ بصفة الكلام أَزَلاً.

- حادث الآحاد؛ أي: إنَّ
الله - عز وجل - يتكلم متى شاء، وكيف شاء، فالكلامُ متعلِّق بمشيئته
وإرادته أيضًا، وهذا ما ينكره الأشاعرة كما تقدم، ويثبتون قديم النوع.




تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7) Symp%281%29



- قال المصنف - رحمه الله -:
"يُسْمِعُهُ مَنْ شَاءَ مِنْ
خَلْقِهِ، سَمِعَهُ مُوسى - عليْه السلامُ - مِنْهُ، مِنْ غير وَاسطة،
وسَمِعَهُ جِبْريلُ - عليْه السلامُ - وَمَنْ أَذِنَ لَهُ مِنْ ملائكتِهِ
وَرُسُلِه".







الشـرح


المبحث الخامس: الأدلة على أنَّ كلام الله بصوت وحرف، وهو كلام مسموع:
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة.

- أن كلام الله بصوت؛ ويدل على ذلك:
1- قوله - تعالى -: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}[16]، وقوله: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[17].

ووجه الدلالة: المناداة في قوله: {وَنَادَيْنَاهُ}، والمناجاة في قوله: {نَجِيََّا} لا تكون إلا بصوت، فالمناداة للبعيد، والمناجاة للقريب.

2- حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - مرفوعًا - وقد تقدم -: ((يقول الله: يا
آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك))؛ والحديث متفق
عليه.

ووجه الدلالة: أن قوله: ((فينادي))، والنداء لا يكون إلا بصوت بإجماع أهل اللغة، وأكَّد ذلك بقوله: ((بصوت)).

- وكلام الله بحرف: فكلمات القرآن حروفٌ، وهو من كلام الله، وجاء في "سنن
الترمذي" من حديث ابن مسعود مرفوعًا: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به
حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام
حرف، وميم حرف)).

- وكلام الله مسموع؛ ويدل على ذلك:
1- أنَّ موسى - عليه السلام - سمعه مِن غير واسطة؛ قال - تعالى -: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}[18]، وسمعه جبريل - عليه السلام - ومن أَذِنَ الله له منَ الملائكة والرسُل؛ قال - تعالى -: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}[19]،
وفي الصَّحيحَيْن من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: ((إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة
بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فُزِّع عن قلوبهم
قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير))، وأيضًا كلَّم
الله - عز وجل - محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج.

وأيضًا في الآخرة تسمع كلامه الخلائقُ، كما تقدم من حديث عبدالله بن
أُنَيْسٍ، وفيه: ((فيناديهم بصوت يسمعه مَنْ بَعُدَ، كما يسمعه مَنْ
قَرُبَ))، وأيضًا ما جاء في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: ((إن الله يقول: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك وسعديك)).

وأيضًا: ما استشهد به المصنِّف من كلام ابن سعود: ((إذا تَكَلَّم الله
بالوحي سمع صوته أهل السماء))[20]، وكلام ابن مسعود مما لا يُقال بالرأي،
فله حكم الرفع.

والأدلة والآثار مستفيضَة في أنَّ الله يَتَكَلَّم بصوتٍ وحرفٍ مسموعٍ،
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وتقدَّم نقل كلامه، وأن هذا بإجماع السلف،
ولا يعرف فيهم مُنكر لهذا الاعتقاد.

المبحث السادس: قوله - تعالى -: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً}[21].

هذه الآية استَدَلَّ بها المصَنِّف - رحمه الله - واشتملتْ هذه الآية على أنواع الوحي الثلاثة:
الأول: أن يُلْقَى الوحيُ في قلْب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من غير إرسال ملك، ولا تكليم منه - سبحانه؛ قال - تعالى -: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا}.

الثاني: أن يكلمه الله -
جلَّ وعلا - ولكن مِن وراء الحجاب، كما كلَّم اللهُ موسى - عليه السلام -
وكلَّم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج، حين فرض الصلاة
مباشرة بلا واسطة؛ قال - تعالى -: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}.

الثالث: أن يرسلَ مَلكًا يبلغ عن الله كلامه؛ كجبريل - عليه السلام - قال - تعالى -: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً}.

ومقصود المصنِّف من إيراد هذه الآية هو النوعُ الثاني، وهو تكليمُ الله - عز وجل - لرسوله بلا واسطة.




تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7) Symp%281%29



25- قال المصنِّف - رحمه الله -:
"وفي بعْضِ الآثارِ: أنَّ موسى -
عليْه السلامُ - ليْلةَ رأى النار فَهَالَتْهُ، فَفَزِعَ منْها، فَنَاداهُ
رَبُّهُ: يا موسى، فأجابَ سريعًا اسْتِئْناسًا بالصَّوْتِ، فَقَالَ:
لبَّيْكَ لبَّيْكَ، أسْمَعُ صوْتَكَ، ولا أَرَى مكانَكَ، فأين أنتَ؟ فقال:
أنا فَوْقَكَ، وَأَمَامك، وعَنْ يَمِينك، وعَنْ شِمَالِكَ، فَعَلِمَ أنَّ
هذِهِ الصِّفَةَ لا تَنْبَغِي إلاَّ للهِ - تعالى - قال: كَذَلِكَ أنْتَ
يَا إِلهي، أفَكلامك أسمعُ أمْ كلام رسولك؟ قال: بلْ كلامي يا موسى".








الشـرح


فائدة:
مما استَدَلَّ به المصنِّف على إثبات كلام الله - تعالى - وأن له صوتًا
مسموعًا: أن موسى - عليه السلام - ليلة رأى النار فهَالَتْه وفزع منها،
ناداه ربه: "يا موسى، فأجاب سريعًا استئناسًا بالصوت: لبيك لبيك، أسمع
صوتك، ولا أرى مكانك، فأين أنت؟ فقال: أنا فوقك، ووراءك، وعن يمينك، وعن
شمالك"، فَعَلمِ أن هذه الصفة لا تنبغي إلا لله - تعالى - قال: "فكذلك أنت
يا إلهي، أفكلامك أسمع أم كلام رسولك؟ قال: بل كلامي يا موسى".

وهذا أثرٌ ضعيفٌ من الإسرائيليات، فهو من رواية وهب بن مُنَبِّه، وهو
معروف بأَخْذِه عن الإسرائيليات، وفي الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة
الكثير مما يُغني عن هذا الأثر؛ للاستدلال لهذا الاعتقاد الصحيح.




تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7) Symp%281%29



قال المصنِّف - رحمه الله -:
وأنَّه - سُبْحَانَه - يُكَلِّمُ المؤمنين في الآخِرَة، ويُكلِّمُونَهُ، ويَأْذَنُ لهم فَيَزُورُونَهُ.

وتقدم بيان أنَّ الله - جل وعلا - يُكَلِّم عباده في الآخرة، وأما الزيارة
فالمصنِّف أورد ذلك استدلالاً بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أهل الجنة إذا دخلوا فيها نزلوا بفضل
أعمالهم، ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون
ربَّهم))[22].
ـــــــــــــــــــــــــ

1] [النساء: 164].
[2] [الأعراف: 144].
[3] [البقرة: 253].
[4] [الشورى: 51].
[5] [طه: 11 - 14].
[6] [طه: 14].
[7] [النساء: 164].
[8] [الأعراف: 144].
[9] [طه: 11].
[10] وهذا الحديث استشهد به البخاري، ورواه تعليقًا في صحيحه، ورواه
أيضًا في "الأدب المفرد"، وحسَّنه الألباني في "صحيح الأدب" رقم (746)،
وفي "السلسلة الصحيحة" رقم (160)، وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده"،
والبيهقي في "الأسماء والصفات"، وقال عنه الحافظ في "الفتح" (1/ 209):
"إسناده صالح".
[11] "مجموع الفتاوى" (12/ 304).
[12] [الأعراف: 148].
[13] [الأنبياء: 63].
[14] [طه: 14].
[15] [الأعراف: 148].
[16] [مريم: 52].
[17] [الشعراء: 10].
[18] [طه: 13].
[19] [النحل: 102].
[20] رواه البخاري مُعَلَّقًا، وصحَّحه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1293).
[21] [الشورى: 51].
[22] الحديث رواه ابن ماجه، والترمذي وضعفه، فقال: "هذا حديث غريب"؛ لأن في سنده عبدالحميد بن حبيب بن أبي العشرين.




[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mosa.hooxs.com
 
تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (7)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (10)
» تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (9)
» تيسير رب العباد إلى شرح لمعة الاعتقاد (8)
» تيسير مصطلح الحديث للمبتدئين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
•·.·°¯`·.·• ( منتديات موسى بن عقبة ) •·.·°¯`·.·• :: (((واحـــة المنتدي)))-
انتقل الى: